الوطن براس
صدرت مذكرات الرئيس السابق ورئيس مجلس النواب محمد الناصر، عن دار النشر ” ليدرز” تحت عنوان ” جمهوريتان .. تونس واحدة”، وعاد سي محمد الى احداث كثيرة تتعلق باسهاماته طيلة ستين عاما في الحياة السياسية في تونس، منذ الجمهورية الاولى وصولا لرئاسة الجمهورية الثانية.
الرئيس محمد الناصر عاد بذكرياته الى يوم 27 جوان 2019، الذي شهدت خلاله تونس عملية ارهابية في قلب شارع الحبيب بورقيبة ونقل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الى المستشفي العسكري بعد تعكر حالته الصحية.
يقول محمد الناصر في كتابه ان العمل في البرلمان في الدورة البرلمانية الخامسة ارهقه ودفعه الى الركون الى راحة لمدة أسبوع، تحوّل فبها الى جبل الوسط وعهد الى نائبه عبد الفتاح مورو بتعويضه، وكشف انه تعرض خلال اقامته بجبل الوسط الى وعكة صحية تطلبت نقله الى مصحة بالعاصمة ووضعه تحت المراقبة الصحية. وكشف انه يوم “الخميس الاسود” أي يوم 27 جوان تم اعلامه عن طريق احد المكلفين بتأمين حمايته من الامن الرئاسي بأنّ عملية ارهابية جدّت في العاصمة وأنّه علم قبلها عن طريق ارسالية من وزير الدفاع الوطني انه تم نقل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الى المستشفى العسكري . وفي نفس اليوم ، قال ان مدير ديوانه اتصل به هاتفيا واعلمه بأنّه لاحظ تحركات غير عادية في صفوف النواب وتجمع امام مكتب النائب الأول لرئيس البرلمان ، وانه في نفس الوقت تقريبا ابلغه وزير الدفاع الوطني انذاك عبد الكريم الزبيدي رسالة يطلب فيها منه العودة لمباشرة نشاطه في اقرب وقت ممكن كرئيس للبرلمان .
واكد الناصر ان ذلك ما حصل فعلا وانه لما كان في طريقه الى قصر باردو هاتفه النائب الاول لرئيس مجلس النواب عبد الفتاح مورو وانه اعلمه بعد سؤاله عن حالته الصحية ، بأنّ بعض “الزملاء النواب” طلبوا عقد اجتماع عاجل لمكتب المجلس وان مورو لم يفصح عن اي شيء اخر لا عن موضوع الاجتماع ولا عن سببه . وابرز انه رد على مورو بالتاكيد على أنه في طريقه الى مجلس نواب الشعب وانه دعاه بألّا يُقدموا على أيّ شيء قبل وصوله. وكشف الناصر انه فوجئ لدى وصوله وتحديدا امام بهو مكتبه بتجمع غير مسبوق لنواب ينتمون في غالبيتهم لكتلتي النهضة وتحيا تونس، وانه لاحظ استغرابهم من قدومه ومن عودته متعافيا وفي صحة جيدا. وقال ان ما زاد في استغرابه ان عددا من النواب كانوا مرفوقين بنسخ من الدستور .
وابرز ان عدة تساؤلات جالت بخاطره وقتها حول سبب تجمعهم غير العادي وعن نواياهم وعن سبب حملهم نسخ من الدستور وعن سبب استغرابهم من مشاهدته في صحة جيدة . واكد ان كل الاسئلة جالت بخاطره وهو يصافحهم الواحد تلو الاخر مستدركا بالتشديد على انه تجنب مطالبتهم بأيّة توضيحات بخصوص وجودهم وانه تظاهر بعدم ملاحظة اي شيء غريب وغير عادي على وجوههم وفي تجمعهم امام مكتب نائب رئيس البرلمان وانه شكرهم على حرارة الاستقبال وعلى حرصهم على وضعه الصحي. ولفت الى انه فهم ان حضوره غير المنتظر وهو في صحة جيدة فاجأ وضايق العدد الكبير من النواب الذين كانوا متجمعين امام مكتب مورو وانه فهم ايضا ان لحضورهم علاقة بتطبيق بعص فصول من الدستور.
وشدد على ان الزبيدي اكد له في ما بعد ان هدف نواب النهضة وتحيا تونس كان عقد جلسة عامة استثنائية خارقة للعادة لإقرار الشغور في منصب رئيس الجمهورية نتيجة وضعه الصحي وتعويضه برئيس الحكومة انذاك يوسف الشاهد استنادا الى الفصل 84 مذكرا بنصه.
في سياق متصل ذكّر بانه في غياب المحكمة الدستورية كانت لمجلس نواب الشعب باعتباره مؤسسة سيادية كل الصلاحية لاقرار الشغور الوقتي في منصب رئاسة الجمهورية. ولفت في كتابه الى انه كان بإمكان يوسف الشاهد باعتبار انه يملك الاغلبية المطلقة في مجلس النواب الصعود مؤقتا دون ايّة صعوبة الى منصب رئيس الجمهورية مرجحا ان يكون هذا هو السيناريو الذي فكر فيه نواب الاغلبية ( النهضة وتحيا تونس) والذي قال ان حضوره المفاجئ يومها اجهضه مشيرا الى ان استنتاجه يبقى فرضية لا غير.
و قال انه اتصل في ما بعد بوزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي للإستفسار عن صحة رئيس الجمهورية وأنّ الزبيدي طمأنه عليها وطلب منه ايضا ان ينقل للنواب تحيات رئيس الجمهورية. وابرز انه عقد بعد ذلك اجتماعا لمكتب المجلس وانه نقل لاعضائه تحيات رئيس الجمهورية وانه طمأنهم على صحته مؤكدا انه لم يتم التطرق خلال الاجتماع الى اسباب حضورهم المكثف والمفاجئ .